أسطورة كرة السلة

تيتو، الاسم الذي ارتبط بتاريخ يوغوسلافيا الحديث، كان زعيماً استثنائياً جمع بين الكاريزما القوية والحكم الصارم. خلال فترة حكمه التي امتدت من نهاية الحرب العالمية الثانية حتى وفاته عام 1980، نجح تيتو في توحيد دولة متعددة الأعراق والدين تحت مظلة شيوعية فريدة من نوعها. تيتوقصةالزعيمالذيحكميوغوسلافيابقبضةمنحديد

من هو تيتو؟

وُلد جوزيب بروز تيتو في 7 مايو 1892 في قرية صغيرة بكرواتيا (التي كانت آنذاك جزءاً من الإمبراطورية النمساوية المجرية). انضم تيتو إلى الحزب الشيوعي اليوغوسلافي في ثلاثينيات القرن الماضي، وبرز كقائد للمقاومة اليوغوسلافية ضد الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية.

بعد تحرير يوغوسلافيا عام 1945، أصبح تيتو الزعيم الأوحد للبلاد، مؤسساً نظاماً شيوعياً مستقلاً عن الاتحاد السوفيتي.

سياسة تيتو الفريدة

ما ميّز تيتو عن غيره من الزعماء الشيوعيين كان رفضه الخضوع لهيمنة ستالين والاتحاد السوفيتي. في عام 1948، قام تيتو بقطع العلاقات مع الكرملين، مؤسساً ما عُرف بـ"الاشتراكية الذاتية" أو "طريق تيتو الخاص بالاشتراكية".

من الناحية الاقتصادية، اتبع تيتو نظام "الإدارة الذاتية" الذي منح العمال حصة في إدارة الشركات. كما انتهج سياسة عدم الانحياز خلال الحرب الباردة، حيث كان أحد مؤسسي حركة عدم الانحياز عام 1961 مع زعماء مثل جواهر لال نهرو من الهند وعبد الناصر من مصر.

إنجازات تيتو وتحدياته

نجح تيتو في:
- الحفاظ على وحدة يوغوسلافيا متعددة القوميات
- تحقيق نمو اقتصادي ملحوظ في الستينيات والسبعينيات
- جعل يوغوسلافيا لاعباً مهماً على الساحة الدولية

لكن نظامه واجه أيضاً انتقادات بسبب:
- القمع السياسي للمعارضين
- تراكم الديون الخارجية في السبعينيات
- صعوبة الحفاظ على التوازن بين القوميات المختلفة

إرث تيتو

بعد وفاة تيتو عام 1980، بدأت يوغوسلافيا في التفكك تدريجياً، وانتهى الأمر بحروب دموية في التسعينيات. اليوم، يُنظر لتيتو بشكل مختلف في دول البلقان - فبينما يعتبره البعض زعيماً عظيماً وحد البلاد، ينتقده آخرون كديكتاتور قمع الحريات.

يبقى تيتو شخصية تاريخية مثيرة للجدل، ترك بصمته على القرن العشرين كواحد من أبرز الزعماء الذين تحدوا الهيمنة السوفيتية والأمريكية على السواء.