أسطورة كرة السلة

يُعتبر المثل العربي "بقي كُلُّهَا غير كتفها" من الأمثال الشعبية العميقة التي تحمل في طياتها معانيَ ودلالاتٍ قوية. هذا المثل الذي تناقله الأجداد عبر الأجيال يعكس حكمة العرب وفهمهم الدقيق لطبائع البشر ومواقف الحياة المختلفة.بقيكُلُّهَاغيركتفهاإسلامويبمعنىالمثلودلالاتهفيالتراثالعربي

المعنى الحرفي والمجازي للمثل

حرفياً، يشير المثل إلى بقاء كل شيء سوى الكتف، مما يوحي بفقدان الجزء الأهم أو الأساسي. أما مجازياً، فيُستخدم للتعبير عن فقدان الجوهر رغم بقاء المظهر، أو ذهاب الأصل وبقاء الفرع. في موقع إسلام ويب وغيره من المواقع الإسلامية، كثيراً ما يُستشهد بهذا المثل لوصف حال من يفقدون الأصول الشرعية ويتمسكون بالفروع.

دلالات المثل في السياق الإسلامي

في المنظور الإسلامي، يأخذ المثل بُعداً أعمق حيث يُحذّر من الانشغال بالقشور وإهمال اللباب. فكم من مسلم يهتم بالمظاهر ويغفل عن الجوهر، يحرص على السنن ويضيع الفرائض، يجتهد في العبادات ويقصر في المعاملات. هذا المعنى يتوافق تماماً مع قول الله تعالى: "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ".

تطبيقات المثل في الحياة المعاصرة

في عصرنا الحالي، نجد المثل يتجسد في مواقف عديدة:- من يهتم بالمظهر الخارجي ويغفل عن بناء الشخصية الداخلية- من ينشغل بتحصيل الشهادات العلمية وينسى بناء الأخلاق والقيم- من يحرص على متابعة التفاصيل الفقهية الدقيقة ويضيع الأصول الكبرى للدين

العبرة المستفادة من المثل

يُعلّمنا هذا المثل العربي الأصيل ضرورة التمييز بين الجوهر والمظهر، بين الأصل والفرع. كما يحثنا على إعادة ترتيب الأولويات في حياتنا الدينية والدنيوية. فالحكمة ليست في كثرة العمل بل في إحسانه وإتقانه، وليس في جمع المعلومات بل في تطبيقها وتفعيلها.

ختاماً، يبقى مثل "بقي كُلُّهَا غير كتفها" تحذيراً بليغاً من الانزلاق في فخ المظاهر وإهمان الجوهر، ودعوة صادقة لمراجعة النوايا والأعمال، فكما قال الحكيم: "رب عمل صغير تكثره النية، ورب عمل كبير تصغره النية".