أسطورة كرة السلة

إن قوله تعالى "وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا" من أعظم الآيات التي تبين قدرة الله تعالى في خلقه. هذه الآية الكريمة تذكرنا بنعمة الله العظيمة في تسخير البحار والمحيطات لخدمة الإنسان.وهوالذيمرجالبحرين

في تفسير هذه الآية، نجد أن الله سبحانه وتعالى قد جعل نوعين من المياه: الماء العذب الفرات الذي نشربه ونستفيد منه في الزراعة والحياة، والماء المالح الأجاج الذي تسبح فيه الكائنات البحرية وتستفيد منه البشرية بطرق مختلفة.

ومن عجائب قدرة الله أنه وضع بين هذين البحرين حاجزا طبيعيا يمنع اختلاطهما رغم التقائهما، وهذا ما أثبته الدراسات العلمية الحديثة حيث توجد مناطق تصريف بين الأنهار والبحار تحافظ على خصائص كل منهما.

هذه الظاهرة العجيبة تدل على دقة صنع الله وإتقانه، فسبحان من سخر لنا هذه النعم وجعلها بقدر محسوب. إن التفكر في هذه الآية يزيد المؤمن إيمانا ويقينا بعظمة الخالق وقدرته.

كما أن هذه الآية تحمل إشارة علمية سبقت الاكتشافات الحديثة بقرون، مما يثبت أن القرآن الكريم هو كلام الله الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

لذلك ينبغي للمسلم أن يتدبر هذه الآية ويتفكر في عظمة الله في خلقه، ويشكره على هذه النعم العظيمة التي لا تعد ولا تحصى. فالحمد لله الذي سخر لنا الأرض والبحار وجعل فيها من المنافع ما لا يحصى.

في القرآن الكريم، يقول الله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا" (الفرقان: 53). هذه الآية العظيمة تحمل إعجازًا علميًا ودلالةً قويةً على عظمة الخالق وقدرته في تسيير الكون.

معنى الآية وتفسيرها

كلمة "مَرَجَ" تعني خلط وأطلق، أي أن الله جعل البحرين – العذب والمالح – يلتقيان دون أن يختلطا تمامًا. فالبحر العذب هو الأنهار والمياه الحلوة، بينما البحر المالح هو المحيطات والبحار ذات الملوحة العالية. وقد جعل الله بينهما "بَرْزَخًا" أي حاجزًا طبيعيًا يمنع اختلاطهما بشكل كامل، مما يحفظ خصائص كل منهما.

الإعجاز العلمي في الآية

لقرون طويلة، لم يكن البشر يعرفون أن هناك حواجز طبيعية بين المياه العذبة والمالحة. ولكن مع تقدم العلوم الحديثة، اكتشف العلماء أن هناك مناطق تسمى "المصبات" (Estuaries) حيث تلتقي مياه الأنهار مع مياه المحيطات، ولكن تبقى هناك طبقة فاصلة تمنع الاختلاط الكامل بسبب اختلاف الكثافة والتركيب الكيميائي.

هذه الظاهرة تؤكد دقة الوصف القرآني الذي نزل قبل أكثر من 1400 عام، مما يدل على أن القرآن هو كلام الله الذي يعلم خفايا الكون.

الدروس المستفادة من الآية

1. عظمة الخالق: الآية تذكرنا بقدرة الله المطلقة في خلق الظواهر الطبيعية المعقدة التي لا يستطيع البشر تقليدها.
2. التوازن البيئي: الحاجز بين البحرين يحفظ النظام البيئي لكل منهما، مما يضمن استمرار الحياة المائية.
3. التفكر في خلق الله: القرآن يحثنا على التأمل في الكون لفهم عظمة الخالق والإيمان به.

خاتمة

آية "وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ" ليست مجرد وصفٍ دقيقٍ لظاهرة طبيعية، بل هي آيةٌ تدعو الإنسان إلى التفكر في إبداع الخالق. فسبحان الذي خلق كل شيء بقدر، وجعل في الكون آياتٍ تدل على وحدانيته وحكمته.

"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ" (آل عمران: 190).

وهوالذيمرجالبحرين