أسطورة كرة السلة

في عالم السياسة الدولية المتغيرة باستمرار، تبرز العلاقة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كواحدة من أكثر التحالفات إثارة للاهتمام في منطقة الشرق الأوسط. شهدت الفترة التي تقاطع فيها حكم الرجلين (2014-2021) تطورات كبيرة في العلاقات المصرية الأمريكية، مما يدفعنا لتساؤل: هل كانت هذه الشراكة استراتيجية بعيدة المدى أم مجرد تحالف مؤقت خدم مصالح الطرفين في فترة زمنية محددة؟السيسيوترامبشراكةاستراتيجيةأمتحالفمؤقت؟

أسس العلاقة بين السيسي وترامب

بعد تولي الرئيس السيسي الحكم في مصر عام 2014، وجد في إدارة ترامب (2017-2021) حليفًا قويًا يدعم سياسته الداخلية والخارجية. تميزت العلاقة بين الرجلين بالاحترام المتبادل والتفاهم المشترك حول العديد من القضايا الإقليمية.

من أبرع المحطات في هذه العلاقة كان لقاء البيت الأبيض في أبريل 2019، حيث أشاد ترامب بالسيسي ووصفه بـ"الرجل العظيم" الذي يقوم بعمل رائع لمصر. من جانبه، عبر السيسي عن تقديره للدعم الأمريكي لمصر في مختلف المجالات.

مجالات التعاون بين البلدين

1. الجانب الأمني والعسكري: حافظت الولايات المتحدة على مكانتها كمورد رئيسي للأسلحة لمصر، مع استمرار المساعدات العسكرية السنوية التي تبلغ حوالي 1.3 مليار دولار.

   

   السيسيوترامبشراكةاستراتيجيةأمتحالفمؤقت؟

2. مكافحة الإرهاب: وجد البلدان أرضية مشتركة في الحرب ضد الجماعات المتطرفة، خاصة في سيناء ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.

   السيسيوترامبشراكةاستراتيجيةأمتحالفمؤقت؟

3. القضية الفلسطينية: حاول الرجلان تقديم مبادرات لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أبرزها ما عرف بـ"صفقة القرن".

   السيسيوترامبشراكةاستراتيجيةأمتحالفمؤقت؟

4. الاستقرار الإقليمي: اتفق الطرفان على أهمية مصر كدولة محورية في حفظ الاستقرار في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بليبيا وأزمة سد النهضة.

   السيسيوترامبشراكةاستراتيجيةأمتحالفمؤقت؟

التحديات والخلافات

رغم الصورة الإيجابية، لم تخلُ العلاقة من بعض التوترات، أبرزها:

• انتقادات حقوق الإنسان في مصر والتي أثارت جدلاً في الكونجرس الأمريكي
• خلافات حول بعض الملفات الإقليمية مثل التعامل مع قطر
• الضغوط الأمريكية المتعلقة بملف سد النهضة

مستقبل العلاقات بعد عصر ترامب

مع وصول الرئيس بايدن إلى البيت الأبيض، شهدت العلاقات المصرية الأمريكية بعض التغيرات في النبرة، خاصة فيما يتعلق بملفات الديمقراطية وحقوق الإنسان. ومع ذلك، ظلت المصالح الاستراتيجية للبلدين تحافظ على زخم العلاقة.

يبقى السؤال: هل كانت علاقة السيسي وترامب تحالفًا استراتيجيًا عميق الجذور أم مجرد تقارب مصلحي مؤقت؟ يرى كثير من المحللين أن كلا الزعيمين وجدا في الآخر شريكًا يحقق له أهدافًا سياسية في فترة حرجة من تاريخ بلديهما.

ختامًا، تمثل العلاقة بين السيسي وترامب نموذجًا للدبلوماسية الواقعية التي تضع المصالح فوق الأيديولوجيات. ورغم تغير الإدارات الأمريكية، تظل مصر شريكًا مهمًا للولايات المتحدة في منطقة تعج بالتحديات والأزمات.