أسطورة كرة السلة

شهد عام 2018 نهائيًا مثيرًا لدوري أبطال أفريقيا جمع بين العملاقين المغربيين، الوداد البيضاوي والرجاء الرياضي، في مواجهة تاريخية سُميت "الكلاسيكو المغربي". هذه المباراة التي أقيمت على ملعب برج العرب بالإسكندرية في مصر، كتبت فصلًا جديدًا في تاريخ الكرة الأفريقية، حيث كانت أول مواجهة بين فريقين من نفس البلد في النهائي منذ عام 2009. نهائيدوريأبطالأفريقياعامملحمةكرويةلاتُنسى

رحلة الفريقين إلى النهائي

بدأ الوداد البيضاوي مشواره في البطولة بمجموعة صعبة، لكنه تمكن من تصدر مجموعته بفضل أداء قوي. في الأدوار الإقصائية، تفوق على الأهلي المصري في ربع النهائي، ثم تغلب على ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي في نصف النهائي.

أما الرجاء الرياضي، فقد قدم أداءً استثنائيًا طوال البطولة، حيث خرج من مجموعته بسهولة نسبية. في الأدوار الحاسمة، أطاح بالترجي التونسي في ربع النهائي، ثم تفوق على النجم الساحلي في نصف النهائي ليضمن مقعده في النهائي.

المباراة النهائية: توتر وإثارة

في 9 نوفمبر 2018، اجتمع عشرات الآلاف من المشجعين المغاربة في ملعب برج العرب لمشاهدة هذه المواجهة الأسطورية. المباراة كانت مشحونة بالعواطف منذ الصافرة الأولى، حيث سعى كلا الفريقين للسيطرة على مجريات اللعب.

تمكن الوداد من تسجيل الهدف الأول عن طريق وليد الكرتي في الدقيقة 16، مما زاد من حدة المنافسة. رد الرجاء بهجوم مضاد عنيف، وتمكن من تعديل النتيجة في الدقيقة 53 عن طريق محمود بن عياد. مع انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1-1، اضطر الفريقان إلى اللجوء إلى الوقت الإضافي، الذي لم يشهد أي أهداف، ليتم تحديد البطل بركلات الترجيح.

ركلات الترجيح: نهاية دراماتيكية

تحولت ركلات الترجيح إلى مشهد مليء بالتوتر، حيث أظهر حراس المرمى مهارة كبيرة في التصدي للكرات. في النهاية، تمكن الوداد البيضاوي من الفوز 4-3 بركلات الترجيح، ليحقق لقبه الثاني في دوري أبطال أفريقيا بعد غياب دام 25 عامًا.

إرث النهائي

ترك نهائي 2018 إرثًا كبيرًا في الكرة الأفريقية، حيث أكد على قوة الأندية المغربية وقدرتها على المنافسة على المستوى القاري. كما سلط الضوء على شغف الجماهير المغربية التي سافرت بأعداد كبيرة لدعم فرقها.

بعد هذه المباراة، تأهل الوداد البيضاوي لكأس العالم للأندية 2018 في الإمارات، حيث قدم أداءً مشرفًا أمام أندية عالمية. بينما ظل الرجاء الرياضي ينافس بقوة في البطولات الأفريقية، مما يؤكد استمرارية المنافسة بين العملاقين المغربيين.

ختامًا، يبقى نهائي دوري أبطال أفريقيا 2018 أحد أكثر النهائيات إثارة في تاريخ البطولة، حيث جمع بين المنافسة الشرسة والمشاعر الجياشة، ليكتب فصلًا لا يُنسى في سجلات الكرة الأفريقية.